قديم 05-25-2016, 02:48 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية قلم من الصحراء
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

قلم من الصحراء غير متواجد حالياً


9 حُصَيْن ابن نُمَيْر الكِنْدِي وَحِصَارُ عَبدُاللَّه ابن الزُبيَر بِمَكَّة‏

قال الإمام ابن كثير في البداية ج11 :

ثم دخلت سنة 64 هـ
ففيها في أول المحرم منها سار مسلم بن عقبة بعد فراغه من حرب أهل المدينة إلى مكة قاصدا قتال ابن الزبير ومن التف عليه من الأعراب على مخالفة يزيد بن معاوية، واستخلف عليها روح بن زنباع، فلما بلغ ثنية هرشى بعث إلى رءوس الأجناد فجمعهم، فقال : إن أمير المؤمنين عهد إلي إن حدث بي حدث الموت أن أستخلف عليكم حصين بن نمير السكوني ، ووالله لو كان الأمر لي ما فعلت. ثم دعا به فقال : انظر يابن بردعة الحمار فاحفظ ما أوصيك به. ثم أمره إذا وصل مكة أن يناجز ابن الزبير قبل ثلاث، ثم قال : اللهم إني لم أعمل عملا قط بعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله أحب إلي من قتلي أهل المدينة ولا أرجى عندي في الآخرة، وإن دخلت النار بعد ذلك إني لشقي. ثم مات ، قبحه الله، ودفن بالمشلل. فيما قاله الواقدي.

وسار حصين بن نمير بالجيش نحو مكة، فانتهى إليها لأربع بقين من المحرم فيما قاله الواقدي. وقيل : لسبع مضين منه. وقد تلاحق بابن الزبير جماعات ممن بقي من أشراف أهل المدينة وانضاف إليه أيضا نجدة بن عامر الحنفي من أهل اليمامة في طائفة من أهلها ; ليمنعوا البيت من أهل الشام، فنزل حصين بن نمير ظاهر مكة، وخرج إليه ابن الزبير في أهل مكة ومن التف معه، فاقتتلوا ذلك اليوم قتالا شديدا، وتبارز المنذر بن الزبير ورجل من أهل الشام فقتل كل واحد منهما صاحبه، وحمل أهل الشام حملة صادقة، فانكشف أهل مكة، وعثرت بغلة عبد الله بن الزبير به، فكر عليه المسور بن مخرمة ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف وطائفة، فقاتلوا دونه حتى قتلوا جميعا، وصابرهم ابن الزبير حتى الليل، فانصرفوا عنه، ثم اقتتلوا في بقية شهر المحرم وصفرا بكماله، فلما كان يوم السبت ثالث ربيع الأول سنة أربع وستين، نصبوا المجانيق على الكعبة، ورموها حتى بالنار، فاحترق جدار البيت في يوم السبت هكذا قال الواقدي وهم يقولون :

خطارة مثل الفنيق المزبد... نرمي بها أعواد هذا المسجد

وجعل عمرو بن حوطة السدوسي يقول :
كيف ترى صنيع أم فروه ... تأخذهم بين الصفا والمروه

وأم فروة اسم المنجنيق، وقيل : إنما احترقت لأن أهل المسجد جعلوا يوقدون النار وهم حول الكعبة، فعلقت النار في بعض أستار الكعبة، فسرت إلى أخشابها وسقوفها فاحترقت. وقيل : إنما احترقت لأن ابن الزبير سمع التكبير على بعض جبال مكة في ليلة ظلماء ، فظن أنهم أهل الشام، فرفعت نار على رمح لينظروا من هؤلاء الذين على الجبل، فأطارت الريح شررة من رأس الرمح إلى ما بين الركن اليماني والأسود من الكعبة، فعلقت في أستارها وأخشابها، فاحترقت واسود الركن، وانصدع في ثلاثة أمكنة منه .

واستمر الحصار إلى مستهل ربيع الآخر، وجاء الناس نعي يزيد بن معاوية، وأنه قد مات لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين، وهو ابن خمس أو ثمان أو تسع وثلاثين سنة، فكانت ولايته ثلاث سنين وستة أو ثمانية أشهر، فحينئذ خمدت الحرب وطفئت نار الفتنة، ويقال : إنهم مكثوا يحاصرون ابن الزبير بعد موت يزيد أربعين ليلة. ويذكر أن ابن الزبير علم بموت يزيد قبل أهل الشام، فنادى فيهم : يا أهل الشام، قد أهلك الله طاغيتكم، فمن أحب منكم أن يدخل فيما دخل فيه الناس فليفعل، ومن أحب أن يرجع إلى شامه فليرجع. فلم يصدق الشاميون أهل مكة فيما أخبروهم به، حتى جاء ثابت بن قيس بن المنقع بالخبر اليقين. ويذكر أن حصين بن نمير دعاه ابن الزبير ليحدثه بين الصفين، فاجتمعا حتى اختلفت رءوس فرسيهما، وجعلت فرس حصين تنفر ويكفها ، فقال له ابن الزبير : ما لك ؟ فقال : إن الحمام تحت رجلي فرسي تأكل من الروث، فأكره أن أطأ حمام الحرم. فقال له : تفعل هذا وأنت تقتل المسلمين ؟ فقال له حصين : فأذن لنا فلنطف بالكعبة ثم نرجع إلى بلادنا. فأذن لهم فطافوا.

وذكر ابن جرير أن حصينا وابن الزبير اتعدا ليلة أن يجتمعا، فاجتمعا بظاهر مكة، فقال له حصين : إن كان هذا الرجل قد هلك فأنت أحق الناس بهذا الأمر بعده، فهلم فارحل معي إلى الشام، فوالله لا يختلف عليك اثنان.

فيقال : إن ابن الزبير لم يثق منه بذلك، وأغلظ له في المقال، فنفر منه ابن نمير، وقال : أنا أدعوه إلى الخلافة، وهو يغلظ لي في المقال ؟ ثم كر بالجيش راجعا إلى الشام، وقال : أعده بالملك ويتواعدني بالقتل ؟ ثم ندم ابن الزبير على ما كان منه إليه من الغلظة، فبعث إليه يقول له : أما الشام فلست آتيه، ولكن خذ لي البيعة على من هناك، فإني أؤمنكم وأعدل فيكم، فبعث إليه يقول له : إن من يبتغيها من أهل هذا البيت بالشام لكثير. فرجع فاجتاز بالمدينة، فطمع فيه أهلها وأهانوهم إهانة بالغة، وأكرمهم علي بن الحسين، وأهدى لحصين بن نمير قتا وعلفا، وارتحلت بنو أمية مع الجيش إلى الشام، فرجعوا إليه وقد استخلف بدمشق معاوية بن يزيد بن معاوية عن وصية من أبيه له بذلك. والله سبحانه أعلم بالصواب.


أعاذنا الله وإياكم من الفتن
و رضي الله تعالى عن إبن الزبير ورحم الله إبن نمير






التوقيع

وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ النّاسُ أنّهُ .... إلَيكَ تَنَاهَى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ
إذا طَلَبوا جَدواكَ أُعطوا وَحُكِّموا ... وَإن طلَبوا الفضْلَ الذي فيك خُيِّبوا
وَلَوْ جازَ أن يحوُوا عُلاكَ وَهَبْتَهَا ... وَلكِنْ منَ الأشياءِ ما ليسَ يوهَبُ
وَأظلَمُ أهلِ الظّلمِ مَن باتَ حاسِداً ... لمَنْ بَاتَ في نَعْمائِهِ يَتَقَلّبُ
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل