قديم 01-05-2014, 02:09 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية قلم من الصحراء
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

قلم من الصحراء غير متواجد حالياً


Oo5o.com (19) الصَحَابي الجَليِل العَلاء بِن الحَضْرمِي الكِنْدي


العَلاء بن الحَضْرَمي بن عبّاد الصَدَفي الكِنْدي


واسمه العلاء بن عبد اللّه بن عباد بن أكبر بن ربيعة من بني إياد بن الصَّدف مِنْ كندة، ونسب أبوه لحضرموت لقدومه من تلك البلاد، وكان قد سكن مكةَ وحالف حَرْب بن أمية والد أبي سفيان، وتزوّج أَبو سفيان بنته الصعبة بنت الحضرمي وطلقها، فخلف عليها عبيد اللّه بن عثمان التيمي، فولدت له الصحابي طلحة بن عبيد اللّه التيمي. وميمون بن الحضرمي هو أخو العلاء وإليه تنسب بئر ميمون بأعلى مكة التي احتفرها قبل المبعث.

أسلم العلاء قديمًا وكان من سادة المهاجرين، وكان مجاب الدعوة حتى أَنه خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها. ولّاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم البَحْرَين، وتُوِّفي صَلَّى الله عليه وسلم وهو عليها، فأقرَّه أبو بكر رضي الله عنه في خلافَتِهِ كلها عليها، ثم أقرَّه عُمر. وقيل: ولّاه عمر البصرة فمات قبل أَن يصل إليها. و روى أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعث العَلاَء بن الحَضْرَمِيّ مُنْصَرَفَه من الجِعِرّانة إلى المُنْذِر بن سَاوَى العبدي بالبحرين، وكتب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم معه إلى المنذر بن ساوى كتابًا يدعوه فيه إلى الإسلام، وخلّى بين العلاء بن الحضرمي وبين الصدقة يجتبيها، وأمره أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم فيردّها على فقرائهم. قال محمد بن عمر: وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد كتب إلى العلاء بن الحضرمي أن يقدم عليه بعشرين رجلًا من عبد القيس، فقدم عليه منهم بعشرين رجلًا رأسهم عبد الله بن عوف الأشجّ، واستخلف العلاء على البحرين المُنْذِر بن سَاوَى، فشكا الوفدُ العلاءَ بن الحضرمي؛ فعزله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وولّى أَبَان بن سعيد بن العاص، فلم يزل أبان بن سعيد عاملًا على البحرين حتى قُبض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.

ولما ارتدت ربيعة بالبحرين، أقبل أبان بن سعيد إلى المدينة وَتَرَكَ عَمَلَه فأراد أبو بكر الصديق أن يردّه إلى البحرين فأبَى، وقال: لا أعمل لأحدٍ بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأجمع أبو بكر بَعْثَةَ العلاءِ بن الحضرمي فدعاه، فقال: إني وجدتُك من عُمّال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الذين ولّى، فرأيتُ أنْ أُوَلّيَك ما كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ولاّك فعليك بتَقْوى الله، فخرج العلاءُ بن الحضرمي من المدينة في ستّة عَشَرَ راكبًا، معه فُرَات بن حَيَّان العِجلي دليلًا، وكتب أبو بكر كتابًا للعلاء بن الحضرمي أن ينفر معه كلّ مَن مرّ به من المسلمين إلى عدوّهم، فسار العلاء فيمن تبعه منهم حتى نزل بحصن جُوَاثا، فقاتلهم، فلم يفلت منهم أحد، ثمّ أتَى القَطِيف وبها جمع من العجم فقاتلهم، فأصاب منهم طرفًا وانهزموا، فانضمّت الأعاجم إلى الزَّارَةَ، فأتاهم العلاء فنزل الخطّ على ساحل البحر، فقاتلهم وحاصرهم إلى أن توفّي أبو بكر رحمه الله، وَوَليَ عمر بن الخطّاب وطلب أهلُ الزَّارَة الصّلْحَ، فصالحهم العلاء، ثمّ عبر العلاء إلى أهل دَارِين، فقاتلهم فقَتل المقاتلة وحوى الذّراريّ، وبعث العلاء عَرْفَجَةَ بن هَرْثَمة إلى أسياف فارس، فقطع في السفن فكان أوّل من فتح جزيرةٍ بأرض فارس واتخذ فيها مسجدًا. وأغار على بَارِنْجَان والأسياف وذلك في سنة 14هـ.

وكان أبو هريرة يقول ( رأيتُ من العلاء بن الحضرمي ثلاثة أشياء لا أزال أحبّه أبدًا. رأيتُه قطع البحر على فرسه يوم دَارِينَ، وقدم من المدينة يريد البحرين، فلمّا كان بالدّهْناء نَفِدَ ماؤُهم فدعا الله، فنبع لهم من تحت رَمْلَةٍ فارتووا وارتحلوا، وأُنْسِىَ رجلٌ منهم بعضَ مَتَاعِه فرجع، فأخذه ولم يجد الماء، وخرجتُ معه من البحرين إلى صفّ البصرة، فلمّا كنّا بِتِيَاس مات ونحن على غير ماءٍ فأبدى الله لنا سحابة، فمُطِرْنا فغسّلناه وحفرنا له بسيوفنا ولم نُلْحِد له ودفنّاه ومضينا، فقال رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: دفنّاه، ولم نُلْحِدْ له، فرجعنا لنُلْحِدَ له فلم نجد موضع قبره).
توفي العلاء بن الحضرميّ سنة 21هـ واليًا على البحرين، واستعمل عمر رضي الله عنه مكانه أبا هُريرة‏ رضي الله تعالى عنهم جميعاً.

ما جاء في كرامات الصحابي العلاء بن الحضرمي

روي عن أبي السليل ضريب بن نفير أنه قال ( كنت مرافقا للعلاء بن الحضرمي حين بعث إلى البحرين فسلكنا مفازة فعطشنا عطشا شديدا حتى خشينا على أنفسنا الهلاك وما ندري ما مسافة الأرض، فذكر ذلك له فنزل فصلى ركعتين ثم قال : يا حليم ، يا عليم ، يا عليم ، يا عظيم ، اسقنا ، قال : فإذا نحن بسحابة كأنها جناح طائر قد أظلتنا حتى أتينا على خليج من البحر ما خيض قبل ذلك اليوم ولا خيض بعده، فالتمسنا سفنا فلم نجد فذكرنا ذلك له فصلى ركعتين ثم قال : يا حليم ، يا عليم ، يا عظيم ، أجزنا ، ثم أخذ بعنان فرسه، ثم قال : جوزوا باسم الله، قال أبو هريرة : فمشينا على الماء فوالله ما ابتلت قدم ولا خف بعير ولا حافر دابة، وكان الجيش أربعة آلاف، فلما جزنا قال : هل تفقدون شيئا ؟ قالوا : لا قال : فأتينا البحرين فافتتحها، وأقام بها سنة ثم مات رحمة الله عليه).

وروى البيهقى عن أنس بن مالك أنه قال ( كنت في غزاة مع العلاء بن الحضرمي، فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد نذروا بنا فعفوا آثار الماء والحر شديد، فجهدنا العطش ودوابنا وذلك يوم الجمعة، فلما مالت الشمس لغربها صلى بنا ركعتين، ثم مد يده إلى السماء وما نرى في السماء شيئا. قال : فوالله ما حط يده حتى بعث الله ريحا وأنشأ سحابا وأفرغت حتى ملأت الغدر والشعاب، فشربنا وسقينا ركابنا واستقينا، ثم أتينا عدونا وقد جاوزوا خليجا في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج وقال : يا عليم ، يا عظيم ، يا حليم ، يا كريم . ثم قال : أجيزوا بسم الله. قال : فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا، فلم نلبث إلا يسيرا، فأصبنا العدو غيلة، فقتلنا وأسرنا وسبينا، ثم أتينا الخليج فقال مثل مقالته، فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا . قال : فلم نلبث إلا يسيرا حتى رمي في جنازته. قال : فحفرنا له وغسلناه ودفناه، فأتى رجل بعد فراغنا من دفنه فقال : من هذا؟ فقلنا : هذا خير البشر، هذا ابن الحضرمي,فقال : إن هذه الأرض تلفظ الموتى فلو نقلتموه إلى ميل أو ميلين إلى أرض تقبل الموتى. فقلنا : ما جزاء صاحبنا أن نعرضه للسباع تأكله؟ قال : فاجتمعنا على نبشه، فلما وصلنا إلى اللحد إذا صاحبنا ليس فيه، وإذا اللحد مد البصر نور يتلألأ. قال : فأعدنا التراب إلى اللحد ثم ارتحلنا).

قال البيهقي رحمه الله وقد روي عن أبي هريرة في قصة العلاء بن الحضرمي في استسقائه ومشيهم على الماء دون قصة الموت بنحو من هذا. وذكر البخاري في " التاريخ " لهذه القصة إسنادا آخر.

ومن أحفاد العلاء بن الحضرمي، قاضي الإسكندرية أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن محمد بن الفضل الحضرمي العلائي نسبة إلى العلاء بن الحضرمي، الصقلي ثم الإسكندراني المالكي الفقيه.والمتوفى سنة 589هـ.




أهم المراجع
- السير للذهبي
- أسد الغابة لإبن الأثير
- فتح الباري لإبن حجر
- عون المعبود للمباركفوري
- شرح أصول اعتقاد أهل السنة لأبي القاسم هبة الله
- البداية لإبن كثير






التوقيع

وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ النّاسُ أنّهُ .... إلَيكَ تَنَاهَى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ
إذا طَلَبوا جَدواكَ أُعطوا وَحُكِّموا ... وَإن طلَبوا الفضْلَ الذي فيك خُيِّبوا
وَلَوْ جازَ أن يحوُوا عُلاكَ وَهَبْتَهَا ... وَلكِنْ منَ الأشياءِ ما ليسَ يوهَبُ
وَأظلَمُ أهلِ الظّلمِ مَن باتَ حاسِداً ... لمَنْ بَاتَ في نَعْمائِهِ يَتَقَلّبُ
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل