خبر أبي بكر الهذلي مع السفاح
أبو بكر الهذلي وخبره مع السفاح :
أبو بكر الهذلي واسمه :سلمى بضم السين ــ من كبار المحدثين والاخباريين وكان واسع الرواية قال عنه السفاح :: مارايت أغزر من فكر أبي بكر الهذلي لم يعد علي حديثاً قط .
حضر أبو بكر الهذلي ذات يوم، والسفاح مُقْبِل عليه يحادثه بحديث لأنوشروين في بعض حروبه بالمشرق مع بعض ملوك الأمم، فعصفت الريح فأذْرَت تراباً وقطعاً من الاجر من أعلى السطح إلى المجلس، فجزع من حضر المجلس لوقوع ذلك، وارتاع له، والهذلي شاخص نحو أبي العباس لم يتغير كما تغير غيره، فقال له أبو العباس: للهّ أنت يا أبا بكر، لم أر كاليوم، أما راعَكَ ما راعَنَا ولا أحسست بما ورد علينا، فقال: يا أميرالمؤمنين، ما جعل اللهّ لرجل من قلبين في جَوْفهِ، وإنما جُعل للرجل قلب واحد، فلما غمره السرور بفائدة أمير المؤمنين لم يكن فيه لحادث مجال، واللّه عز وجل إذا أفرد بكرامته أحداً وأحب أن يبقى له ذكرها جعل تلك الكرامة على لسان نبي أو خليفة، وهذه كرامة خُصِصْت بها فمال إليها ذهني، وشغل بها فكري، فلوا انقلبت الخضراء على الغَبْراء ما احسست بها، ولا وَجَمْتُ لها، إلا بما يلزمني من نفسي لأمير المؤمنين أعزه اللّه تعالى، فقال له السفاح: لئن بقيتُ لك لأرفعنَّ منك وضيعاً لا تُطِيفً به السباع، ولا ينحطُّ عليه العقاب.
|