وجه صبوح كالبدر ليلة التمام, وجنتاه مشربتان بحمرة أزهار الربيع, عينان زرقاوان بلون البحر و جدائل ذهبية كسنابل قمح تأهبت للحصاد. تجلس على أريكتها الوثيرة و أمامها لوحة لم تكتمل .. أمسكت فرشاتها و باليت الألوان و بدأت ترسم و مع كل خط تتمايل ذات اليمين و ذات الشمال ؛ تتبسم, تتنهد, و تمسح عبراتها .. حتى غابت الشمس و هي كما هي لا حراك إلا من ميّلة ذات الشمال و أخرى ذات اليمين .. حتى رفعت يدها عن اللوحة عندها إعتلت شفتاها إبتسامة عريضة و كادت تحتضن الصورة!
بالصورة حديقة غنّاء أشجارها مورقة و الطيور تحوم بسماءها و يتوسط الرسم حصان أبيض عربي أصيل, يمتطيه فارس ذا رداء أسود مخملي و على رأسه قبعة حمراء مطرزة بخيوط الذهب, وجه ملتفت نحوها، تعلوه ابتسامة و عيناه بهما شوق كبير, قد أمسك بيمينه لجام الحصان و بيساره باقة من أزهارٍ بيضاء تتوسطها وردة حمراء ممتدة نحوها .. و بالركن الأيسر السفلي للصورة عبارة منقوشة
"وعدتني أن تعود .. فحلمت و انتظرت دهرا .. و لم تأتي .. لكني سأصون عهدي"
بقلمي
ملك