::{ مجالس قبيلة هذيل  }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها

::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها (https://hothle.com/vb/index.php)
-   مجلس النثر والخواطر (https://hothle.com/vb/forumdisplay.php?f=59)
-   -   قصص شعرية ل أحمد شوقي (https://hothle.com/vb/showthread.php?t=54037)

سلطان السويهري 09-06-2012 02:07 PM

قصص شعرية ل أحمد شوقي
 
لقصص الشعرية عادة تكون مليئةً بالمواعظ والحكم, ولنظمها يعتمد الشاعر بحراً من البحور السهلة, وذات الإيقاع الموسيقى لتقرب من القلب ويسهل حفظها على الكبار والصغار,


ومن القصص الشعرية لاحمد شوقى

الحمار في السفينة

من بحر الكامل:

سقط َالحِمارُمن السفينةِ في الدُّجى *** فبكى الرفاقُ لفقدهِ, وترحَّموا

حتَّى إذا طلعَ النهارُ أتتْ بهِ *** نحو السفينةِ مَوجةٌ تتقدمُ

قالتْ: خذوهُ كما أتاني سَالماً *** لم أبْتلِعْهُ, لأنهُ لا يُهْضَمُ


النعجة وأولادها



من بحر البسيط:

اسْمَعْ نفائسَ ما يأتيكَ منْ حِكَمي ** وافْهمْهُ فَهْمَ لبيبٍ ناقدٍ واعي

كانت على زعمهم في ما مضى غنمٌ ** بأرضِ بغدادَ يرعى جَمْعَها راعي

قد نامَ عنها, فنامت غيرَ واحدةٍ ** لم يدْعُها في الدَّياجي للكَرى دَاعي

أمُّ الفطيمِ, وسعْدٍ, والفتى عَلفٍ ** وابنِ أمِّهِ , وأخيهِ مُنيةِ الرَّاعي

فبينما هي تحت الليلِ ساهرةٌ ** تُحَيِّيهِ ما بينَ أوجالٍ وأوجاعِ

بدا لها الذئبُ يسعى في الظلامِ على ^^ بعدٍ,فصاحتْ: ألا قوموا إلى السَّاعي!

فقامَ راعي الحمى المرعيِّ منذعراً ** يقول : أين كلابي أين مقلاعي؟

وضاقَ بالذئبِ وجْهُ الأرْضِ من فَرقٍ ** فانسابَ فيهِ انسيابَ الظبيِ في القاعِ

فقالتِ الأمُّ: ياللفخرِ! كان أبي ** حُرَّاً , وكانَ وَفيـَّاً طائلَ الباعِ

إذا الرعاةُ على أغنامها سَهِرَتْ ** سهرتُ من حُبِّ أطفالي على الراعي!


الأرنبُ وبِنتُ عِرْسِ في السفينة

من بحر الرجز:

قد حَمَلتْ إحْدى نِسا الأرانِبِ **وحلَّ يومُ وضعها في المَركبِ

فقلقَ الرُّكابُ من بُكائها ** وبينما الفتاةُ في عَنائها

جاءت عجوزٌ منْ بناتِ عرسِ ** تقول: أفدي جارتي بنفسي

أنا التي أرجى لهذي الغايهْ ** لأنني كنت قديماً (دايهْ)

فقالتِ الأرنبُ : لا يا جارهْ ** فإنَّ بعْدَ الأُلْفةِ الزِّيارهْ

مالي وثوقٌ ببناتِ عِرْسِ **إنِّي أريدُ دايَةً منْ جنْسِي !




الثعلب والديك



برز الثعـــــــلب يوما *** في شعــــــار الواعظــــــــــــينا

فمشى في الأرض يهـــذي *** ويســـب المـــــــاكرينا

ويقول: الحـــــــمد لله *** إلـــــــــه العــــــالـمــــــــــين ا

يا عــــــــــباد الله توبوا *** فهو كهــــــــــف التــــــائبينا

وازهدوا في الطير إن الـ *** عيش عيش الزاهـــدينــــا

واطلبوا الديـــك يؤذن *** لصـــلاة الصــــــــــــبح فينــــا

فأتى الديك رســــــول *** من إمــــــــــام الناســــكينا

عرض الأمر عليــــــه *** وهـــــو يرجــــــــــو أن يلينــــا

فأجـــــاب الديـك عذرا *** يا أضـــل المهـــــتدينـــــــــا

بلـــــغ الثعلب عنـــي *** عن جـــــــدودي الصالحـــينا

عن ذوي التيجان ممن *** دخــــــل البطــــــــن اللعينا

إنهم قــــــــــالوا وخير الـ *** قــــــول قــــول العـــارفينا

" مخطـــئ من ظن يومــــا *** أن للثعــــــــلب ديـــــنا "


الجمل والثعلب

كانَ عَلى بَعضِ الدُروبِ جَمَلُ
حَمَّلَهُ المالِـكُ مـا لا يُحمَـلُ
فَقالَ يـا لِلنَحـسِ وَالشَقـاءِ
إِن طالَ هَذا لَم يَطُـل بَقائـي
لَم تَحمِلِ الجِبالُ مِثلَ حِملـي
أَظُنُّ مَـولايَ يُريـدُ قَتلـي
فَجاءَهُ الثَعلَـبُ مِـن أَمامِـه
وَكانَ نالَ القَصدَ مِن كَلامِـه
فَقالَ مَهلاً يا أَخـا الأَحمـالِ
وَيا طَويلَ الباعِ في الجِمـالِ
فَأَنتَ خَيرٌ مِن أَخيـكَ حـالا
لِأَنَّنـي أَتعَـبُ مِنـكَ بـالا
كَـأَنَّ قُدّامِـيَ أَلـفَ ديـكِ
تَسأَلُني عَن دَمِهـا المَسفـوكِ
كَأَنَّ خَلفي أَلفَ أَلـفِ أَرنَـبِ
إِذا نَهَضتُ جاذَبتنـي ذَنَبـي
وَرُبَّ أُمٍّ جِئتُ فـي مُناخِهـا
فَجعتُها بِالفَتكِ فـي أَفراخِهـا
يَبعَثُني مِن مَرقَـدي بُكاهـا
وَأَفتَحُ العَينَ عَلـى شَكواهـا
وَقَد عَرَفتَ خافِـيَ الأَحمـالِ
فَاِصبِر وَقُل لِأُمَّـةِ الجِمـالِ
لَيسَ بِحملٍ ما يَمَـلُّ الظَهـرُ
ما الحِملُ إِلّا ما يُعاني الصَدرُ

العصفور والنهر



لَـمَّ عُصفـورٌ بِمَجـرىً صــافِ
قَد غابَ تَحتَ الغابِ فـي الأَلفـافِ
يَسقي الثَرى مِن حَيثُ لا يَدري الثَرى
خَشيَـةَ أَن يُسمَـعَ عَنـهُ أَو يُـرى
فَاِغتَرَفَ العُصفـورُ مِـن إِحسانِـهِ
وَحَـرَّكَ الصَنيـعُ مِــن لِسـانِـهِ
فَقـالَ يـا نـورَ عُـيـونِ الأَرضِ
وَمُخجِـلَ الكَوثَـرِ يَـومَ العَـرضِ
هَل لَـكَ فـي أَن أَرشِـدَ الإِنسانـا
لِيَـعـرِفَ المَـكـانَ وَالإِمكـانـا
فَيَنظُـرَ الخَيـرَ الَّــذي نَـظَـرتُ
وَيَشكُـرَ الفَضـلَ كَمـا شَـكَـرتُ
لَـعَـلَّ أَن تُشـهَـرَ بِالجِـمـيـلِ
وَتُنسِـيَ النـاسَ حَـديـثَ النـيـلِ
فَاِلتَـفَـتَ الغَـديـرُ لِلعُـصـفـورِ
وَقـالَ يُهـدي مُهجَـةَ المَـغـرورِ
يـا أَيُّهـا الشـاكِـرُ دونَ العـالَـمِ
أَمَّـنَـكَ الـلَـهُ يَــدَ اِبــنِ آدَمِ
النيـلُ فَاِسمَـع وَاِفـهَـمِ الحَديـثـا
يُعطـي وَلَكِـن يَـأخُـذُ الخَبيـثـا
مِن طولِ ما أَبصَـرَهُ النـاسُ نُسـي
وَصـارَ كُـلُّ الذِكـرِ لِلمُهَـنـدِسِ
وَهَكَـذا العَـهـدُ بِــوُدِّ النـاسـي
وَقيمَـةُ المُحسِـنِ عِـنـدَ الـنـاسِ
وَقَـد عَرَفـتَ حالَتـي وَضِـدَّهـا
فَقُـل لِمَـن يَسـأَلُ عَنّـي بَعـدَهـا
إِن خَفِـيَ النافِـعُ فَالنَفـعُ ظَـهَـر
يا سَعدَ مَن صافى وَصوفي وَاِستَتَـر


رحم الله أمير الشعراء

سلطان السويهري 09-06-2012 02:38 PM

رد: قصص شعرية ل أحمد شوقي
 
وفي قصة " النعجة وأولادها " يؤكد شوقي على مضمونين تربويين أحدهما قريب المعنى وهو رعاية الأم لأطفالها ودورها ومسئوليتها تجاههم حتى لا ينالهم الأذى 00
ومعنى سياسي بعيد يرمز له حديث رسول الله : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، وفي المعنى رعاية الحاكم لشعبه ومسئوليته عنهم حتى يحميهم من الطامعين فيهم ،

وفي قصة ( الثعلب والديك ) الرمزية إشارة إلى مكر وخداع اليهود للعرب وعدم الثقة بهم أو الائتمان لهم


وفي القصة الشعرية " أمة الأرانب والفيل " يدعو شوقي عبر رموز القصة إلى أن الاتحاد قوة وأن حلول الاستسلام للعدو أو انتدابهم للحكم في الوطن العربي حلول غير جائزة ولا مفيدة وإنما الحل الوحيد للقضاء على العدو وطرده وإهلاكه إنما هو في اتحاد العرب جميعا كما فعلت الأرانب في الفيل رغم ضخامته. أن اختيار الحاكم لا يكون بحداثة عمره ولا بهرمه أيضا وإنما بصواب التفكير والعقل الراجح



وفي القصة الشعرية " الجمل والثعلب " يشير أمير الشعراء عبر الحوار بينهما الحكمة القائلة ( يا بخت من بات مظلوماً ولم يبت ظالماَ ) ومضمونها أن الجمل يشكو من كثرة أثقاله التي تكاد تقتله وهنا يبرهن له الثعلب بأن التعب الحقيق والعذاب الحقيق ليس ( تعب الجسد ) وإنما تعب الصدر المثقل بعذاب الضمير من جراء الظلم الذي قام به فهو دائما مُطارد بذنوبه ولذا فإنه لا ينام مرتاح التال مثل الجمل الصابر



وتلخيصاً لما سبق


يمكن القول بأن مجموعة القصص الشعرية الرمزية التي أبدعها أمير الشعراء ( أحمد شوقي ) إنما انطوت على مجموعة من المضامين أو المفاهيم أو القيم التربوية سلوكيا وأخلاقياً بما يمثل ( الحكمة ) أحيانا وإنما صاغها رمزاً لعلها تكون محببة للأطفال وأكثر طرافة مما لو قالها على لسان البشر، وكي تحقق الهدف التربوي الذي كتبت لأجله وهو ( هدف تعليمي ) غير مباشر، لأن النفس البشرية عادة ما تكره النصح المباشر وفي هذا تتجلى قدرة الشاعر وعظمته .
ويمكن تلخيص مجموعة المضامين التربوية تلك التى أمكن استخلاصها عبر ( 60 ) قصيدة شعرية بعد إلغاء الغير مناسب في الكتاب : أى استبعاده لأنه ينطوي على مغزى سياسي أكثر عمقا من مستوى تحصيل الأطفال في هذه المضامين ( المفاهيم ) التالية :
1- قيمة النظافة 2- الرحمة
3- حنان الأمومة 4- التعلم والتعليم
5- المشاركة والتعاون بين الزملاء والأصدقاء ( على البر والخير ) .
6- القدوة الحسنة 7-حب الوطن والانتماء إليه والفداء في سبيله
8- التسامح الديني 9- الصدق والأمانة
10- الكرم 11- العفة
12- رعاية المسن والمحتاج 13 - تقبل الآخر بروح رياضية
14- الرفق بالحيوان
15- التفكير العقلي وإعمال العقل والفطنة وعدم الانخداع بالمظاهر الكاذبة
16- أثر المربى في المتربي ( تأثير القدوة )
17- الحيطة والحذر وعدم الثقة اللامبررة
18- العطاء والإحسان
19- الاستماع للنصح من الكبار ذوى التجارب والحكمة
20- تحمل المسئولية والإرادة القوية في العمل
21- الرضا بما قسم الله من رزق
22- عدم الثقة بالأعداء مهما أبدوا من محبة فهى مزيفة
23- الاتحاد قوة 24- الاهتمام بالجوهر قبل المظهر
25-الشجاعة 26- إرضاء الله أولاً ثم العباد ثانيا
27السلوك بضمير 28- عدم الغرور لأنه مهلكة
29- التأني دون العجلة 30- العفو عند المقدرة
31- العمل ونبذ الكسل 32- عدم السخرية من الآخرين
33- الأمل والتفاؤل وغيرها وقد تكررت بتفاوت عبر الأبيات .
وأخيراً : هل نأمل ترسيخ هذه المضامين والقيم التربوية في نفوس أطفالنا .

المراجع :
- المختار من ديوان شوقي للأطفال، تقديم : عبد التواب يوسف ، إعداد وتحرير د. سمير سرحان ، ود. محمد عناني ، مكتبة الأسرة الروائع ، مهرجان القراءة للجميع 2000 ، الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة .

مايميزني لقب 09-06-2012 03:56 PM

رد: قصص شعرية ل أحمد شوقي
 
اختيارات موفقه احمد شوقي شخصيه ادبيه محبه لتجديد سلس العبارات
يستطيع قراءه ديوانه كل الاعمار

أبو رديد 09-06-2012 11:34 PM

رد: قصص شعرية ل أحمد شوقي
 
أحسنت الإختيار
شكراً لك وبارك الله فيك

نادر النادر 09-16-2012 06:18 PM

رد: قصص شعرية ل أحمد شوقي
 
يعطيك العافيه اخي سلطان اختيار موفق تحياتي لك

خالد الهذلي 09-17-2012 06:57 PM

رد: قصص شعرية ل أحمد شوقي
 
قد نامَ عنها, فنامت غيرَ واحدةٍ ** لم يدْعُها في الدَّياجي للكَرى دَاعي


...................


إذا الرعاةُ على أغنامها سَهِرَتْ ** سهرتُ من حُبِّ أطفالي على الراعي!

..............................




" مخطـــئ من ظن يومــــا *** أن للثعــــــــلب ديـــــنا "


.........................

ز



لَيسَ بِحملٍ ما يَمَـلُّ الظَهـرُ
ما الحِملُ إِلّا ما يُعاني الصَدرُ



اختيارت موفقه وقيمه وقد تختلف قرائت القصايد واستنباط معانيها العميقه

شكرا لك يابو ثامر على هذه التحفه الرائعه تحياتي وتقديري

مشهور الطلحي 09-17-2012 11:21 PM

رد: قصص شعرية ل أحمد شوقي
 
ان من الشعر لحكمة

شباب 07-27-2013 11:18 AM

رد: قصص شعرية ل أحمد شوقي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان السويهري (المشاركة 589257)
لقصص الشعرية عادة تكون مليئةً بالمواعظ والحكم, ولنظمها يعتمد الشاعر بحراً من البحور السهلة, وذات الإيقاع الموسيقى لتقرب من القلب ويسهل حفظها على الكبار والصغار,


ومن القصص الشعرية لاحمد شوقى

الحمار في السفينة

من بحر الكامل:

سقط َالحِمارُمن السفينةِ في الدُّجى *** فبكى الرفاقُ لفقدهِ, وترحَّموا

حتَّى إذا طلعَ النهارُ أتتْ بهِ *** نحو السفينةِ مَوجةٌ تتقدمُ

قالتْ: خذوهُ كما أتاني سَالماً *** لم أبْتلِعْهُ, لأنهُ لا يُهْضَمُ


النعجة وأولادها



من بحر البسيط:

اسْمَعْ نفائسَ ما يأتيكَ منْ حِكَمي ** وافْهمْهُ فَهْمَ لبيبٍ ناقدٍ واعي

كانت على زعمهم في ما مضى غنمٌ ** بأرضِ بغدادَ يرعى جَمْعَها راعي

قد نامَ عنها, فنامت غيرَ واحدةٍ ** لم يدْعُها في الدَّياجي للكَرى دَاعي

أمُّ الفطيمِ, وسعْدٍ, والفتى عَلفٍ ** وابنِ أمِّهِ , وأخيهِ مُنيةِ الرَّاعي

فبينما هي تحت الليلِ ساهرةٌ ** تُحَيِّيهِ ما بينَ أوجالٍ وأوجاعِ

بدا لها الذئبُ يسعى في الظلامِ على ^^ بعدٍ,فصاحتْ: ألا قوموا إلى السَّاعي!

فقامَ راعي الحمى المرعيِّ منذعراً ** يقول : أين كلابي أين مقلاعي؟

وضاقَ بالذئبِ وجْهُ الأرْضِ من فَرقٍ ** فانسابَ فيهِ انسيابَ الظبيِ في القاعِ

فقالتِ الأمُّ: ياللفخرِ! كان أبي ** حُرَّاً , وكانَ وَفيـَّاً طائلَ الباعِ

إذا الرعاةُ على أغنامها سَهِرَتْ ** سهرتُ من حُبِّ أطفالي على الراعي!


الأرنبُ وبِنتُ عِرْسِ في السفينة

من بحر الرجز:

قد حَمَلتْ إحْدى نِسا الأرانِبِ **وحلَّ يومُ وضعها في المَركبِ

فقلقَ الرُّكابُ من بُكائها ** وبينما الفتاةُ في عَنائها

جاءت عجوزٌ منْ بناتِ عرسِ ** تقول: أفدي جارتي بنفسي

أنا التي أرجى لهذي الغايهْ ** لأنني كنت قديماً (دايهْ)

فقالتِ الأرنبُ : لا يا جارهْ ** فإنَّ بعْدَ الأُلْفةِ الزِّيارهْ

مالي وثوقٌ ببناتِ عِرْسِ **إنِّي أريدُ دايَةً منْ جنْسِي !




الثعلب والديك



برز الثعـــــــلب يوما *** في شعــــــار الواعظــــــــــــينا

فمشى في الأرض يهـــذي *** ويســـب المـــــــاكرينا

ويقول: الحـــــــمد لله *** إلـــــــــه العــــــالـمــــــــــين ا

يا عــــــــــباد الله توبوا *** فهو كهــــــــــف التــــــائبينا

وازهدوا في الطير إن الـ *** عيش عيش الزاهـــدينــــا

واطلبوا الديـــك يؤذن *** لصـــلاة الصــــــــــــبح فينــــا

فأتى الديك رســــــول *** من إمــــــــــام الناســــكينا

عرض الأمر عليــــــه *** وهـــــو يرجــــــــــو أن يلينــــا

فأجـــــاب الديـك عذرا *** يا أضـــل المهـــــتدينـــــــــا

بلـــــغ الثعلب عنـــي *** عن جـــــــدودي الصالحـــينا

عن ذوي التيجان ممن *** دخــــــل البطــــــــن اللعينا

إنهم قــــــــــالوا وخير الـ *** قــــــول قــــول العـــارفينا

" مخطـــئ من ظن يومــــا *** أن للثعــــــــلب ديـــــنا "


الجمل والثعلب

كانَ عَلى بَعضِ الدُروبِ جَمَلُ
حَمَّلَهُ المالِـكُ مـا لا يُحمَـلُ
فَقالَ يـا لِلنَحـسِ وَالشَقـاءِ
إِن طالَ هَذا لَم يَطُـل بَقائـي
لَم تَحمِلِ الجِبالُ مِثلَ حِملـي
أَظُنُّ مَـولايَ يُريـدُ قَتلـي
فَجاءَهُ الثَعلَـبُ مِـن أَمامِـه
وَكانَ نالَ القَصدَ مِن كَلامِـه
فَقالَ مَهلاً يا أَخـا الأَحمـالِ
وَيا طَويلَ الباعِ في الجِمـالِ
فَأَنتَ خَيرٌ مِن أَخيـكَ حـالا
لِأَنَّنـي أَتعَـبُ مِنـكَ بـالا
كَـأَنَّ قُدّامِـيَ أَلـفَ ديـكِ
تَسأَلُني عَن دَمِهـا المَسفـوكِ
كَأَنَّ خَلفي أَلفَ أَلـفِ أَرنَـبِ
إِذا نَهَضتُ جاذَبتنـي ذَنَبـي
وَرُبَّ أُمٍّ جِئتُ فـي مُناخِهـا
فَجعتُها بِالفَتكِ فـي أَفراخِهـا
يَبعَثُني مِن مَرقَـدي بُكاهـا
وَأَفتَحُ العَينَ عَلـى شَكواهـا
وَقَد عَرَفتَ خافِـيَ الأَحمـالِ
فَاِصبِر وَقُل لِأُمَّـةِ الجِمـالِ
لَيسَ بِحملٍ ما يَمَـلُّ الظَهـرُ
ما الحِملُ إِلّا ما يُعاني الصَدرُ

العصفور والنهر



لَـمَّ عُصفـورٌ بِمَجـرىً صــافِ
قَد غابَ تَحتَ الغابِ فـي الأَلفـافِ
يَسقي الثَرى مِن حَيثُ لا يَدري الثَرى
خَشيَـةَ أَن يُسمَـعَ عَنـهُ أَو يُـرى
فَاِغتَرَفَ العُصفـورُ مِـن إِحسانِـهِ
وَحَـرَّكَ الصَنيـعُ مِــن لِسـانِـهِ
فَقـالَ يـا نـورَ عُـيـونِ الأَرضِ
وَمُخجِـلَ الكَوثَـرِ يَـومَ العَـرضِ
هَل لَـكَ فـي أَن أَرشِـدَ الإِنسانـا
لِيَـعـرِفَ المَـكـانَ وَالإِمكـانـا
فَيَنظُـرَ الخَيـرَ الَّــذي نَـظَـرتُ
وَيَشكُـرَ الفَضـلَ كَمـا شَـكَـرتُ
لَـعَـلَّ أَن تُشـهَـرَ بِالجِـمـيـلِ
وَتُنسِـيَ النـاسَ حَـديـثَ النـيـلِ
فَاِلتَـفَـتَ الغَـديـرُ لِلعُـصـفـورِ
وَقـالَ يُهـدي مُهجَـةَ المَـغـرورِ
يـا أَيُّهـا الشـاكِـرُ دونَ العـالَـمِ
أَمَّـنَـكَ الـلَـهُ يَــدَ اِبــنِ آدَمِ
النيـلُ فَاِسمَـع وَاِفـهَـمِ الحَديـثـا
يُعطـي وَلَكِـن يَـأخُـذُ الخَبيـثـا
مِن طولِ ما أَبصَـرَهُ النـاسُ نُسـي
وَصـارَ كُـلُّ الذِكـرِ لِلمُهَـنـدِسِ
وَهَكَـذا العَـهـدُ بِــوُدِّ النـاسـي
وَقيمَـةُ المُحسِـنِ عِـنـدَ الـنـاسِ

وَقَـد عَرَفـتَ حالَتـي وَضِـدَّهـا
فَقُـل لِمَـن يَسـأَلُ عَنّـي بَعـدَهـا
إِن خَفِـيَ النافِـعُ فَالنَفـعُ ظَـهَـر
يا سَعدَ مَن صافى وَصوفي وَاِستَتَـر


رحم الله أمير الشعراء

تسلم يالمدير

آلغيم 07-28-2013 12:57 AM

رد: قصص شعرية ل أحمد شوقي
 
اختيار رائع وموفق شكرا لك


الساعة الآن 07:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل